السبت، 10 فبراير 2018

أحوال حضرموت في القرن الخامس الهجري على ضوء ما جاء في ديوان و مختصر أبي إسحاق إمام الإباضية في حضرموت


                 الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل ، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والصلاة  والسلام على سيدنا محمد المبعوث بالهدى والحكمة ومحكم    التنزيل، وعلى آله الأتقياء الأطهار، وصحابته الأصفياء الأخيار ، والتابعين ومن تبعهم  بإحسان إلى يوم القرار  .
أما بعد، فإن البحث عن الحقيقة والوقوف على الواقع مجرداً من المبالغة والتهويل أو الإنكار والتقليل يظل ديدن كل باحث حصيف يتصف بالموضوعية والعدالة ، وفي شريط التاريخ الحضرمي انقطاعات ومشاهد غير واضحة يتحدى غموضها الباحثين والمهتمين بالتاريخ الحضرمي ، ويقع القرن الخامس في لجج تلك العهود المجهولة من تاريخ حضرموت ، و شاء الله أن يُبقي على أثرين إباضيين دُوّنا في القرن الخامس ونُسيا أو طُمسا في حضرموت وهما : ديوان « السيف النقاد » و « مختصر الخصال » ، وكلاهما لأبي إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي ، وقد برز الأثران مؤخراً وأثار ظهورها جدلاً واسعاً لدى المهتمين بالتاريخ الحضرمي ، وفي الوريقات التي بين يديك استعرض لذلك الجدل وتحليل لطبيعته ودوافعه وفيها محاولة للتعمق في معرفة هوية أبي إسحاق ونسبه وقبيلته وموطنه من حضرموت، كما تبحث في ما يحويه الأثران « السيف النقاد » و « مختصر الخصال » من خصوصية حضرمية وكذا نقد ما وقع في تحقيق مخطوطات الديوان « السيف النقاد » من هنات ، وخلاصة القول : أن هذا الجهد المتواضع محاولة لملامسة واقع حضرموت في ذلك الزمن ( القرن الخامس الهجري ) من خلال رسم خارطة أولية لأسماء بلدان حضرموت مدناً وقرًى وودياناً ، وخارطة ثانية توضح انتشار المذاهب العقائدية والمذهبية، وخارطة ثالثة سياسية عليها مناطق النفوذ للدول والجماعات والأحلاف القبلية ، وخارطة رابعة ترسم الواقع المعرفي والعلمي والثقافي والشعبي للحضارم في ذلك القرن الذي يبعد عنا بعشرة قرون كاملة ، وتلك الخرائط هي خرائط لفظية رسمتها ألفاظ قليلة متناثرة وإشارات عابرة وأحياناً غامضة ، وردت في ذينك الأثرين وقد استعان الباحث على فهمها بالمصادر الموثوقة القريبة من ذلك العهد؛ لذلك يظل هذا الجهد اجتهاداً  بحاجة إلى مزيد من البحث والتنقيب . 
والله أسأل أن يوفقني إلى الحق والصواب إنه كريم مجيب .
كتبه / صالح بن عبد اللاه بن حسن بلفقيه
sabelfakih@yahoo,com
اليمن  – حضرموت – تريم
1 جمادى الثانية  1434هـ





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق