موقع ( مسجد الصليبية ) بمنطقة ( السبير ) المقابلة لمنطقة ( الفجير
) من الضواحي الشرقية لمدينة تريم بمحافظة حضرموت ، كان المسجد عامراً إلى وقت
قريب ، و قد حكى لي من صلَّى فيه : أنه
مسجد صغير يقوم على مساحة مربعة و يتسع لنحو 30 – 40 مصلياً و ليس
له مصالح ( بئر أو جوابي للوضوء ) . و على مرمى حجر من الركن الشمالي الشرقي
للمسجد تقوم شجرة ( إثل ) عظيمة ، و المسجد الذي يعرف بمسجد الصليبية أو بمسجد
العيدروس يقال أنه من مآثر العلامة عبد الله بن أبي بكر العيدروس ، و
من المعلوم أن أراض ٍفي منطقة ( السبير ) من أوقافه - رحمه الله - ، على أي حال فالمسجد ظل علماً حتى حلت
سبعينيات القرن الميلادي الماضي ، حينها سُوي المسجد بالأرض تماماً و لم يعُد له
أثر بعد أن كان له عين ، فقد دخل في ما يُعرف بمشروع المسح ، الذي مسح الأراضي
الزراعية و مسح معها معالم المنطقة و مآثرها ، و لم تردع جرافاته قدسية المسجد و
حرمته حتى أتت عليه كاملاً و مُسحت به الأرض ، و هكذا مُسح المسجد من الأرض و من
ذاكرة الناس اليوم و بقي محفوظاً في ذاكرة من صلى فيه و لا يزال يعيش بيننا ثُلة
منهم ، و حين عادت الأرض الممسوحة لأربابها انشغل كل بعمارة أرضه و جباية رَيعها ،
و ضاعت أرض المسجد الموقوفة و تمزقت حتى لا تكاد تجزم بحدود المسجد على وجه الدقة
، بل إن طين المسجد قد نهبت أيضاً في ما بعد ؛ لتستخدم في تشييد البيوت الجديدة و
كانت تُرى في ثناياها حطام أكواب القهوة التي ضمها تراب المسجد ، و ترك موضع
المسجد بعد أن اقتُلع من جذوره حفرة عميقة يستثمرها اليوم من يقوم بعمل اللبن (
المدر ) فيها – أنظر الصورة – فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . و المنطقة التي يقع
فيها المسجد المطموس بحاجة إلى مسجد ، و ترى في الصورة أن صاحب المعمل المجاور أدرك
حاجة المنطقة إلى مسجد ، فاقتطع من معمله مصلىً ليصلي فيه الناس . فهل من مؤمن
يعيد لبيت الله اعتباره و بنيانه ؟ ، و يغرس في الحفرة التي اقتلع منها مسجد الصليبية
مسجداً أوسع و أرحب يبني الله له بفضل و كرمه بيتاً في الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق