المؤرخ السيد عبدِ الله بن حسن بن محمد بلفقيه ( 1314هـ - 1400هـ ) :
ولد المؤرخ السيد عبدِ الله بن حسن بن محمد بلفقيه العلوي الحضرمي في تريم سنة 1314هـ ، وحين ناهز سن البلوغ سافر إلى جاوة سنة 1329هـ ، وأخذ عن شيوخها وعلمائها من الحضارم في قرسي وسوربايا وغيرها، منهم العلامة أبو بكر بن محمد بن عمر السقاف والعلامة محمد بن أحمد المحضار والعلامة عمر بن محمد بن إبراهيم السقاف والعلامة أبوبكر بن عمر بن عبد الله بن عمر بن يحيى والعلامة سقاف بن حسن بن أحمد العيدروس والعلامة جعفر بن شيخان السقاف و العلامة أحمد بن محمد الهدار ، وفي المهجر بدأ رحلة البحث التاريخي في سن مبكر وتحديدا في حدود سنة 1332هـ ، وكان على اتصال بالعلامة علوي بن طاهر الحداد، عاد إلى حضرموت سنة 1346هـ . كان باحثا محققا ونسابة ومؤرخا ، فكان مع الاستاذ بن هاشم المرجع التاريخي لمدينة تريم، وكان ممن يتحرى الدقة في تعاطيه للقضايا التاريخية والبحثية، وصفه المستشرق الانجليزي سارجينت بأنه ممن يزن كلامه بميزان الذهب، كان رحمه الله من الواجهات العلمية والاجتماعية لمدينة تريم فقد كان مثقفا واسع الاطلاع يتعاطى مع قضايا العصر ومشكلات الفكر والأحداث السياسية التي مرت بالوطن العربي، اتصف براجح العقل ويعد من أهل الرأي والخبرة والمشورة فكثيراً ما كان يرجع إليه السلطان الكثيري ويتردد عليه في بيته وله استشارات سلطانية مكتوبة محفوظة في المكتبة السلطانية بسيئون، وقد أبرز بعضها الكاتب المصري فهمي هويدي في صحيفة الأهرام، وكان يقصده الوافدون للبلدة من الباحثين والمستشرقين وظل بيته مفتوحا للعلماء والدعاة والمصلحين الاجتماعيين والمعلمين والكثير من العامة ،ويوجه النصح والإرشاد للطلاب والباحثين، وكان - رحمه الله - له غَيرةٌ دينية علوية حضرمية، وكان كثير القراءة وله مكتبة متميزة وفريدة، وقد سعى في طباعة العديد من الكتب في العقيدة والتاريخ، وله بعض القصائد الشعرية، وقد ألقى خطبة في تظاهرة شعبية في أحداث النكسة سنة 1967م الموافق 1387هـ في ساحة جامع تريم، ومن هو من كتاب صحف المهجر ، شارك في تأسيس جمعية الحق ونادي الشبيبة المتحدة بتريم ومجلس الإفتاء الشرعي والمعهد الفقهي، له عدة مؤلفات مطبوعة مختصرة وتحقيقات تاريخية في التاريخ الحضرمي وعلم الأنساب من أشهرها كتاب " الشواهد الجلية عن مدى الخلف في القاعدة الخلدونية " و" تذكرة الباحث المحتاط في شؤون و تاريخ الرباط " ، و" الحياة الثقافية والمذهبية بحضرموت منذ وقبيل قدوم الإمام المهاجر " دخل في نقاشات علمية وتاريخية وسجالات فكرية وثقافية مع عدد من الباحثين المعاصرين له، مثل الأستاذ أحمد عوض باوزير والأستاذ سعيد عوض باوزير والمؤرخ صلاح البكري والشيخ محمد بن عوض بافضل وغيرهم، وله ردود وتعليقات على دعاة الإلحاد والمادية وردود على الشبهات التي أثارها المستشرقين خاصة حول اعتبار علم الأنساب .
توفي في تريم يوم الخميس ١٢ رمضان سنة 1400هـ، طبعت أكثر أعماله في مجلد واحد بعنوان " مجموع كتب في تاريخ وأنساب حضرموت تأليف المؤرخ عبد الله بن حسن بلفقيه " عن مركز تريم للدراسات والنشر عام 1430هـ/2009م .
كتب هذه النبذة ابنه (صالح).
صورة المؤرخ السيد/ عبد الله بن حسن بلفقيه رحمه الله